Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

1830200725223PM1.jpg

تسعى أصوات أصولية أن توهم الناس أن الخيار المطروح على الناخبين المغاربة، هنا والآن، بين أحزاب دينية مسلمة وأخرى
غير متدينة بل وغير مسلمة! والحقيقة أن سؤال التدين والدين عندما يعاد طرحه بمناسبة استحقاق سياسي يكون سؤالا ملغوما، يذكرنا بدول الجوار التي فرض عليها تأويل "تكفيري" للشأن السياسي• وبالتقسيم أو الاصطفاف الذي يسعى إليه بعض المتنطعين، أو المصابين بالغرور العقائدي، أن "يستنبتوه" في تربة المجتمعات الإسلامية، أحيانا بالعنف أو بالترهيب• من يقرأ كل هذه التهويلات يكاد يظن أن الأمر يتعلق بمن هو مع فتح مكة ومن هو ضدها، ومن مع نشر الإسلام في الحجاز وبين من هو مع التبشير بعيسي عليه السلام! هناك ما هو انتهازي واضح في الموقف الحالي للأصوليات السياسية والإسلام الحزبي، بحيث أن المراد من إثارة هذا الأمر، في عز الانتخابات هو اللعب على مشاعر متأصلة لدى الناس وتوظيفها لصالح باحثين عن السلطة• وإذا كان من المشروع أن يبحث كل حزب سياسي عن استقطاب الناخبين، فإنه من المكيافيللية السياسية أن يوضع الدين في المعادلة الانتخابية، وهي كما يعلم الجميع محكومة بالظرفية من جهة، وبالمكسب السياسي الآني من جهة ثانية• فأن يكون الشعار هو "الغاية تبرر الوسيلة" تلخيصا للممارسة السياسية للأصولية الدينية، معناه أنه لم تعد هناك خطوط حمراء يمكن للسياسي أن يقف عندها أو يمكن لرجل الدين، كما في حالات مغربية معروفة، أن يراعيها• والظاهر أن كل شيء مفيد من أجل الوصول الى مقاعد السلطة، وهي كما يعلم الجميع ليست منابر للقرويين أو محراب في الكتبية! بل هي مقاعد تخضع للعبة السياسية ولموازين القوى ولتقدير المواطن وللتربية المدنية• وعليه، فإن المحاولة الساعية الى وضع سؤال آخر غير سؤال السلطة والمشاريع على الناخب، سؤال خطير للغاية يدخل بالحياة العامة الى أتون التفكك والتحزيب المغامر للدين الإسلامي الحنيف• إن تحويل العقيدة الى فاعل سياسي، في بلد عقيدته معروفة، لا يكون له من معنى سوى أن يوضع الذين لا يشاطرون الأصولية المتحزبة أسلوبهم في فهم الراهن والمستقبل، بل حتى الماضي، موضع تشكيك وترهيب• والحقيقة أن الأمر يتعلق باستباق مكيافيللي لرأي المغاربة في الأحزاب السياسية، وبمعنى آخر، فإن الأصولية تنحو نحو القول بأن الآخرين غير متدينين، وبالتالي، فإنهم غير جديرين بالوجود• أما البرامج والسياسات، فإنها تترك الى الخارج للطمأنة أو لتسويق الصورة المرغوبة، ولعل مطالبة الأحزاب بأن تعلن عن "نسبة" التدين في برامجها لا تستقيم لصالح أصحابها الذين لا يترددون في القول، عند الحاجة بأنهم ليسوا ضد بيع الخمر، وإنما لهم رأي آخر، ولا يرون ضرورة التعجيل بمنعه• لماذا إذن يطالب الناس بإعلان شعور بالذنب؟ ألأن الذنب هو المبرر الوحيد للوجود في تقدير الأصولية، بكل تلاوينها• إن البحث عن الاعتراف ب"الانتساب الديموقراطي" من لدن قادة الأصولية الحزبية لا يوازيه سوى اعتبار من يدافع عنها في البلاد بدون مرجعية إسلامية• هي ذي واحدة من مفارقات "الدعوية" السياسية، التي تطالب المسلمين المغاربة بإثبات إسلامهم في الوقت الذي تبذل مجهودا كبيرا لتثبت أن مرجعيتها "محدودة" في السلوك والفهم كلما تعلق الأمر بالمغرب أو بمراكز القوة الداخلية• إن التعريف البسيط للانتهازية السياسية هو تغيير المواقف والبرامج من أجل استمالة أصوات الشعب، لكن لا يمكن القبول بأن تسحب الانتهازية على قيم شعب بكامله وتدين أمة بكاملها، لأنه لن يسمح لأي أحد أن يتلاعب
عب بإيماننا برسم تنافس انتخابي•

2007/8/30

http://www.alittihad.press.ma

Tag(s) : #Archives
Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :