تجمهر عشرات من «أنصار» عمدة الرباط، عمر البحراوي، أمام مدخل المحكمة الابتدائية بالرباط، بعد ظهر أمس، ورددوا شعارات تمجد العمدة، وأطلقت بضع نساء كن ضمن الجموع زغاريد الفرحة، بعد أن قررت هيئة المحكمة إرجاء البت في الملف الذي يتابع فيه عمر البحراوي، من أجل تقديم وعود انتخابية واستغلال النفوذ، واستعمال وسائل مملوكة للدولة في حملة انتخابية. ولم يتمكن عمر البحراوي، الذي جاء إلى المحكمة مخفورا ببضع عشرات من أنصاره لحضور المحاكمة، فيما يشبه عملية استعراض للقوة، من مغادرة مقر المحكمة الابتدائية بالرباط بعد قرار المحكمة تأجيل البت في الملف المعروض أمامها، إلى أجل غير مسمى، دون أن تحدد تاريخا لذلك. بعد أن التمس محامو البحراوي تأخير النظر فقط إلى حين إعداد الدفاع. واضطر رجال الأمن إلى إغلاق البوابة الرئيسية للمحكمة، عندما تدفق أنصار عمدة الرباط في اتجاهه، لتهنئته على قرار المحكمة، خوفا من أن تمتد «مظاهر الفرحة» إلى داخل المحكمة. قبل أن يتقرر إخراجه من الباب الخلفي للمحكمة. غير أن أنصاره سرعان ما التحقوا به في الجهة الأخرى، وبدؤوا يرددون «الله الله البحراوي في عار الله»، و«البحراوي ياصديق لازلنا على الطريق». وبدت على محيا عمر البحراوي علامات الارتباك قبل بداية الجلسة، إذ لم يكن يعرف ماذا سيكون قرار المحكمة، ولكن سرعان ما استعاد بعضا من حيويته، وأظهر ابتسامة عريضة بعد إعلان قرار المحكمة. وبدا منتشيا كأنه خرج لتوه من انتصار كاسح على خصومه. وكانت الشرطة القضائية تمكنت قبل أسبوع من اعتقال 83 شخصا كانوا قد خرجوا لتوهم من بيت البحراوي الذين عقدوا معه لقاء انتخابيا، وساقتهم إلى مقر الدائرة الرابعة عشر للشرطة بحي النهضة بالرباط، قبل أن تخلي سبيلهم، بعد الاستماع إليهم جميعا. وفي نفس اليوم، وبعد منتصف الليل بقليل، تم استدعاء عمدة الرباط من طرف النيابة العامة، للإستماع إلى أقواله في النازلة. وكان عدد من الشهود الذين تم الاستماع إليهم من طرف الضابطة القضائية، يوم الخميس الماضي، صرحوا أنهم يجهلون سبب دعوتهم إلى بيت العمدة، إلا أن البعض الآخر أكد أن استدعاءه إلى الاجتماع المذكور تم من طرف بعض المستشارين الجماعيين بالرباط، من مساندي البحراوي في الانتخابات، وذلك من أجل المساهمة في القيام بحملة انتخابية لصالحه في الأحياء التي يقطنون بها، خصوصا بالتقدم واليوسفية، التي تعتبر معقل أنصره بامتياز.
محمد ياسين