Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

ديسمبر 20, 2012 / 8:04 م

شكل انتخاب إدريس لشكر كاتبا أولا للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية انتصارا جديدا للديمقراطية الداخلية الحزبية، وأعطى نموذجا قل نظيره في المشهد السياسي المغربي.
لكن للأسف، وبعد الإعلان عن فوز لشكر، من بين أربعة مرشحين، انتهى اثنان منهم إلى الدور الثاني، للأسف بدل تهنئة الفائز، بلغة حضارية، من طرف “المنهزم” ديمقراطيا، كما يحدث في جميع ديمقراطيات العالم، عاد الرفاق إلى لغة ظننا أننا تركناها دون رجعة، لغة “الابتزاز”، والاتهامات المجانية، والمجانبة للصواب، عبر إلصاق تهم بالمناضلين.
وإذا كان الحبيب المالكي رضي بقواعد اللعبة، وخضع لمنطق ونتائج صناديق الاقتراع، كما أن فتح الله ولعلو انسحب في صمت، دون رد فعل، فالمفاجأة أتت من أحمد الزايدي، الذي لم يتقبل الخسارة، وحاول التشويش على ردود الفعل الإيجابية المحلية والخارجية، المنوهة بالمسار الديمقراطي، الذي طبع عملية انتخاب لشكر كاتبا أول لأعتى الأحزاب المغربية تاريخا، ورصيدا نضاليا، حزب بنبركة، وبن جلون، وبوعبيد.
وهنا، وبعد ردود الفعل التي أثارها الزايدي، يبدو أن بيننا وبين صناديق الاقتراع في حسم المواقف والانتخاب، بون شاسع، رغم أن عملية التصويت كانت فعلا، إضافة إلى أنها أسست للديمقراطية الحزبية، فرصة للاتحاديات والاتحاديين لتجديد النخب، وانتخاب الكاتب الأول، الذي ما هي إلى نقطة البداية في انتظار استكمال باقي هياكل الحزب، بالطريقة ذاتها لترسيخ الفعل الديمقراطي.
والمفارقة أنه وفي الوقت الذي أبدى فيه لشكر سعة صدر، ورحب بتمثيلية باقي مكونات حزب القوات الشعبية، حين قال، مباشرة بعد انتخابه، إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في حاجة إلى جميع مكوناته، في إشارة إلى منافسيه الثلاثة، خرج الزايدي ليهين الاتحاد الاشتراكي، والمؤتمرات والمؤتمرين، ومن ورائهم الاتحاديات والاتحاديين، بكونهم أداة طيعة في يد جهات “خارجية”، تؤتمر بأوامرها.
وخرج الزايدي في بيان يمكن وصفه بـ”بيان ابتزاز”، للي ذراع الكاتب الأول، وتقويض نتائج المؤتمر، عبر إغراق هياكل الحزب التقريرية والتنفيذية بأغلبية لا تتقاسم ولا تتقاطع حتى، مع أرضية الكاتب الأول المنتخب.
وكان على الزايدي أن يهنئ أولا، الكاتب الأول باعتباره كاتبا للحزب ولجميع الاتحاديات والاتحاديين، وبعدها لا بأس أن يطلب لقاء ويجلس إلى طاولة الحوار الحضاري، لتمثيل كل طرف داخل هياكل التنظيم، لكن حسب حضوره ووزنه في الحزب، وطبعا قاعدته، مع الحفاظ على الأغلبية المريحة للأرضية الفائزة، لأن في الأول والأخير المؤتمر اختارها منهجا وخطا للحزب، وسيحاسب صاحبها في المؤتمر المقبل، بعد أربع سنوات.
لكن للأسف، لجأ الزايدي إلى أسلوب وسياسة “تسخين الطرح”، ولم يمهل الكاتب الأول وقتا، ولم يجالسه، وخرج في خرجة إعلامية، مباشرة، وبعد يوم فقط، على استضافة وكالة المغرب العربي للأنباء لإدريس لشكر، في محالة للتشويش على تصريحات لشكر، وخلق التباس، لابتزاز مقاعد في الأجهزة الحزبية “صحة”، عبر لي الذراع.
وكان أبرز عناوين بيان “الابتزاز” هذا، إطلاق التهم ومنها أن وراء انتخاب الكاتب الأول جهات “خارجية”.
وهنا أتساءل كما يتساءل الاتحاديون من هي هذه الجهات الخارجية التي فرضت على مناضلي جهة سوس ماسة ضرعة مثلا، التصويت لصالح لشكر، مع العلم أن هؤلاء المناضلين، هم من سلالة اتحادية، ضحت بالغالي والنفيس من أجل الاتحاد، وكانت رهن إشارة الحزب ماديا وبالتضحيات، في أيام المحن والصعاب.
إن القول بكون انتخاب لشكر وراءه جهات “خارجية”، كما سبقت الإشارة، اتهام يمس في العمق أكثر من ثلثي المؤتمرين، وبالتالي أكثر من ثلثي أعضاء الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بكونهم يتلقون التعليمات من جهات خارجية وهي سبة وشتيمة في حق الحزب والاتحاديين، ورصيده النضالي.

عبد اللطيف فدواش

Tag(s) : #Actualités
Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :