Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

السيد رئيس اتحاد كتاب المغرب

السادة الأساتذة الأجلاء

ضيوفنا الأفاضل

حضرات السيدات والسادة

 

  ببالغ السرور والاعتزاز أتشرف اليوم بالمشاركة معكم في افتتاح أشغال هذه الندوة الوطنية الكبرى حول "مجتمع المواطنة وترسيخ قيم الحرية والابداع"، ويزداد اعتزازي أكثر بالنظر الى المكانة الممتازة التي تحتلها في المشهد الثقافي المغربي كل الأسماء التي تفضلت بتلبية دعوتنا  والمساهمة معنا في هذا النقاش الوطني المفتوح.

 

 كما يزداد هذا الاعتزاز بالنظر الى أهمية  الموضوع الذي اخترتموه ، والى راهنية المحاور المتفرعة عنه، والتي تندرج ضمن الأولويات الأساسية لاستراتيجيتنا النضالية  الهادفة الى بناء مجتمع المواطنة ودولة الحق والقانون.

 

لذلك لابد أن أتقدم اليكم باسمي الخاص وباسم قيادة وقواعد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بالشكر الجزيل على استجابتكم ، بل وعلى مشاركتكم في تفعيل هذه المبادرة المشتركة بين اتحاد كتاب المغرب والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية،  هذه المبادرة التي تكتسي أهمية بالغة في هذا السياق الوطني المتميز الذي بات يسائلنا بإلحاح غير مسبوق حول قضايا الحرية والحداثة،  والمواطنة والابداع.

 

ولابد كذلك أن أوجه تحية خاصة الى اتحاد كتاب المغرب على انخراطه الوازن معنا في هذه المبادرة الفكرية والاشعاعية،  وعندما نقول اتحاد كتاب المغرب فإننا نستحضر معا أكثر من خمسين سنة من النضال الديمقراطي في الواجهة الثقافية، أكثر من نصف قرن من التوتر والقلق والالتزام ، وأيضا من الاشراق والحضور الثقافي المتميز.

 

ولعل أهم درس نستخلصه جميعا من تجربة هذه المدرسة المفتوحة على الحوار والابداع والاختلاف، هو أن منجزاتكم ، ومصداقيتكم ، ومشروعيتكم،  واستقلاليتكم، وكل ما راكمتموه من وضع اعتباري لهذه المؤسسة العريقة لم يكن معزولا عن نبضات المجتمع  وعن أسئلته وعن تحولاته، وعن نضالات حركته الديموقراطية.

 

وليس اشرافكم اليوم معنا على تنظيم هذه الندوة الوطنية الا دليلا قاطعا  على انخراطكم في الأسئلة الثقافية الكبرى المنبثقة عن صيرورة التحولات التي يشهدها المغرب اليوم،  وانني على يقين أن العروض التي سنستمع اليها في هذه الندوة وما سيتمخض عنها من نقاشات وخلاصات، كل ذلك سيؤكد بالفعل أن  التقاءنا كان ضروريا و مفيدا،   بقدر ما سيؤكد   أن الحاجة إلى اتحاد كتاب المغرب، لا زالت قائمة وملحة  ربما اكثر من أي وقت مضى، وذلك لسبب بديهي وهو أن النضال الديموقراطي من أجل المواطنة، ومن أجل الحرية، ومن اجل الابداع، محتاج الى اتحاد كتاب المغرب كمنارة شامخة  لصناعة أسئلة الحاضر والمستقبل،  وكفاعل مدني حامل لمشروع ثقافي حداثي وتنويري.

 

حضرات السيدات والسادة:

 

اننا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ندرك تمام الادراك ان صياغة أجوبة واضحة على موضوع هويتنا ومشروعنا، ومهمتنا التاريخية، و وظيفتنا السياسية، لا يمكن أن ننجزها في دائرة مغلقة، نحاور فيها ذاتنا بمعزل عن حيوية مجتمعنا، وبمعزل عن معطيات الصراع السياسي والإيديولوجي ببلادنا. وهو ما أكد عليه في ارضية الترشيح التي صوت لها المؤتمر الوطني الاخير بأغلبية مطلقة.

فموضوع الهوية ليس اشكالا فكريا فقط بل إنه أيضا ، شأن عملي يستدعي منا مزيدا من الانفتاح على القوى الحية بالبلاد، ومن تظافر جهودنا مع مختلف الفاعلين الاجتماعيين والفكريين المنتصرين لقيم  الحرية والعقل والابداع، لأن المواطنة اليوم انتماء يكسر الانتماءات القبلية والحزبية والنقابية والجمعوية، ليتعداها إلى مفهوم أشمل وأرقى يرتبط بالدولة والاستعداد للعيش فيها والدفاع عنها وانطلاقا من هذا المفهوم، فإن الاتحاد الاشتراكي يعتبر أن هذا الربط هو جوهر وجوده: بناء وطن ديمقراطي، أساسه دولة الحق والقانون.

 

 ولا داعي للتذكير في هذا السياق أن الأفق الاشتراكي للنضال الديمقراطي لحزبنا هو الأفق الذي نؤمن بأنه يرسخ مواطنة الانسان و يحقق تحريره من مختلف أشكال الاستغلال المادي والروحي، ويشكل –بالتالي- البديل الموضوعي عن المشاريع النيوليبرالية والأصولية على حد سواء ، ومما لاشك فيه أن هذا الأفق هو أفق اتحاد كتاب المغرب وكل المثقفين المتنورين والمبدعين الأحرار ببلادنا.

 

 ان هذه المرتكزات الأساسية في هويتنا النضالية، هي  التي تجعلنا نلتقي موضوعيا مع مختلف اطارات المثقفين والمبدعين الذين يناضلون بالقلم والكلمة ضد  قوى الاستبداد و التخلف و الجهل، والذين يضطلعون بدور ريادي في سيرورة التحولات البنيوية التي يتعرض لها مجتمعنا ، متسلحين في ذلك بقناعاتهم  التنويرية وأفكارهم الطلائعية.

 

أيها الحضور الكريم:

ان البرنامج الحافل لهذه الندوة لا يسمح لي بان أسترسل في الكلام لذلك اسمحول لي بإيجار أن أتوجه لكم في النهاية لاطلب منكم المساهمة معنا في هيأة تحرير المشروع التي سنعمل على إطلاقها في الاسابيع القادمة، ومساهمة المتخصصين في اللجنة العلمية التي سيعهد لها بكتابة تاريخ الحزب. وأخيرا، فإننا نخبركم ومن خلالكم كل الباحثين بأننا جهزنا مقر الحزب باكدال لنحدث به مؤسسة للدراسات والابحاث، ايمانا منا بأهمية البحث العلمي والاكاديمي في المساهمة في النشاط الحزب، وأخيرا، سأكتفي بهذه التحية الوجيزة ، مفضلا أن ينخفض قليلا صوت السياسة في هذ القاعة ، ليرتفع صوت الفكر والثقافة ، ويكون لنا مصدر الهام وتنوير في نضالنا والتزاماتنا.

 

                             ولكم جزيل الشكر على الانتباه

Tag(s) : #Actualités
Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :